Mr.beso عضو ماسي
عدد الرسائل : 278 نشاط العضو : تاريخ التسجيل : 31/01/2007
| موضوع: اربطوا ــ الأحذية السبت مارس 03, 2007 7:50 pm | |
| اربطوا ــ الأحذية
ما الذي حدث لنا ياناس؟! ِ حالة من التوتر والعصبية المفاجئة تنتاب أيا منا في لحظة.. فيفقد أعصابه وأول مايفعله يخلع حذاءه ولا أعلم كيف نخلع أحذيتنا بهذه السهولة بينما ونحن نرتديها ندفسها في أقدامنا بصعوبة شديدة واللبيسة تكاد تفرتك الحذاء أو القدم أو كليهما..
والمسألة ليست قاصرة علي ماتقرأونه في الصحف عن الأحذية التي تطير في مباريات كرة القدم
وهذه ليست مشكلة.. الخطورة الحقيقية تكمن في أن ظاهرة الأحذية الطائرة صارت ظاهرة عامة..
كنت مارا في شارعنا أفكر في مقال الأسبوع.
. محاولا أن أجد الفكرة.. وفجأة ارتطم برأسي حذاء نبيتي ببوز رفيع. كان منطلقا كسهم من إحدي البلوكنات عارفا طريقه تماما.. أمسكت بالحذاء ونظرت نحو البلكونة اللي في التالت التي انطلق منها ـ وكان بالمناسبة مقاس43 وهو مقاسي بالضبط ـ واذا برجل يطل من البلكونة.. ويصرخ فيا كأنني الذي حدفت نفسي بالحذاء..
أنت.. ياكبتن.. الجزمة دي بتاعتنا.. أيوه اللي في ايدك دي.. كانت زوجته من الداخل تصرخ فيه.. وكان واضحا انها مسألة عائلية جدا.. لم أشأ أن أورط نفسي فيها..
وكان الزوج يبدو وكأنه لايعنيه من الأمر سوي الفردة التي ارتطمت برأسي وقررت أن انسحب من الموقف.. وحدفت فردة الجزمة بكل قوة نحو صاحبها الواقف في البلكونة.
. لترتطم ـ والله ماكنت أقصد ـ برجل آخر كان جالسا في البلكونة اللي في التاني يتصفح الجريدة.. الذي نظر نحوي بشراسة.. وهب واقفا وكأنه ماصدق.. انت بتحدفني بالجزمة ياحيوان.. نهارك أسود.. وتسمرت في مكاني حائرا بين رجلين أحدهما يريد الجزمة.. والأخر معه الجزمة.. وكلاهما يريد أن يقطعني بأسنانه.. واذا بالرجل الذي يقرأ الجريدة..
الذي حدفته أنا دون قصد بالفردة النبيتي43.. يمسك بها ويرجع بذراعه للوراء كرامي جلة محترف ويقذفها بمهارة وقوة يحسد عليهما..
لترتطم.. والله ما كان يقصد.. بزجاج سيارة فارهة كنت استند عليها.
. ولايزال صاحب الفردة يصرخ فيا.. أحدف الفردة ياحرامي والله العظيم ح أنزل لك.. وامسكت بالفردة.. وأخذت نفسا عميقا وربنا وفقني والحمد لله.. أن أعيدها سالمة الي صاحبها.. ولكن ما أن أمسك بها صاحبها.. حتي أخبر المدام زوجته.. وحدفته بالفردة الثانية.. التي ارتطمت ـ والله ماكانت تقصد
.. برأس الرجل الثالث صاحب السيارة الفارهة التي تحطم زجاجها..
وكان البواب خلفه يشير نحوي وهو يقول.. أهوه.. أهوه ده الراجل المجنون إللي عمال يحدف الناس بالجزم..
وفجأة.. تحول الشارع كله الي معركة طاحنة.. كانت الأحذية تطير في استعراض أقل مايوصف به أنه عالمي..
فهذا جوز بني بوز عريض.. وهذا بنص برتقالي حكاية.. وهذه جزمة بيضاء بسوستة.. وهذا بوت أسود برباط.. وللحق لم يستخدم أحد من المتشاجرين مطواة أو سنجة أو شومة.. كانت الأحذية هي سيدة الموقف.. ثم بدأت البلوكنات المحيطة تشارك ببعض الشباشب والصنادل..
وخرجت.. ولا أعلم كيف خرجت.. متسللا.. من بين الأقدام والأحذية الملقاة وأطلقت ساقي للريح..
قالت لي زوجتي حين دخلت البيت.. ايه ده.. وأشارت نحو قدمي.. فين الجزمة اللي انت خارج بيها؟! كنت ارتدي فردة بيضاء.. وفردة بني.. فقلت لها انتي مش دريانة بالدنيا.. ده كويس اني لقيت دول وبعدين انتي ح تحاسبيني..
وبدأ صوتها يعلو ويعلو ولم أطق صبرا.. فخلعت الفردة البيضاء وحدفتها نحوها.. فتفادتها زوجتي بمهارة تحسد عليها.. وخلعت شبشبها البلاستيك وحدفته نحوي
بيلسع قوي البلاستيك ده محدش يخليه في البيت وإذا بشبشب صغير..
يعبر المسافة التي بيننا.. طائرا..
وكأنه رسالة واضحة من ابنتنا الصغيرة.. تقول.. اهمدوا بأه عاوزه أذاكر.
| |
|